نبذة تاريخية عن مدينة جلاجل

تحرير الأستاذ / ناصر بن عبدالله بن إبراهيم السعيد


1)  أصل التسمية :

أخذ اسم جلاجل من جلجلة الماء وهو خرير الماء وتحركه بين صخور الأودية ، وجلاجل ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان وقال (( إنها ماء ينـزله العرب صيفاً كعادتهم)) إ.ن ، وكانت في القرن الحادي عشر من أقوى بلاد سدير ذكرها عبد الله بن خميس في معجم اليمامة وقال (( أن جلاجل بوضعها الحالي أنشأت عام 700 هجرية )) ، وهي بلد الإمارة في زمن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وورد ذكرها في شعر لذي الرمة ( 77 - 117 هـ)، وذكرها الأصفهاني عندما تحدث عن ديار بني أسيد وهو من علماء القرن الثالث الهجري.

 

2 ) السجل التاريخي لجلاجل :

أكثر الروايات تدل على أن أول من سكن جلاجل هم بني العنبر من تميم ، ثم هاجروا عنها بسبب الهجرة الجماعية لبني تميم وذلك في العهد الأموي عندما اتسعت رقعت الدولة الإسلامية وانتقلوا إلى الأمصار ، وكان من الأسباب أيضاً كثرة الحروب على الماء والكلاء وقلة موارد المعيشة .وقد أعيدت عمارتها في القرن السابع الهجري تقريباً ، حيث

عمرها وسكنها بعد أن أصبحت مهجورة بني ثور من سبيع –القبيلة المعروفة- وتفرع منهم عدة أسر من الجدعان الموجودون الآن في جلاجل ، وقد سكن بنو العنبر على ضفة مجمع أودية وادي أبا المياه –وهذا وادي كبير يجمع عدد كبير من الأودية الصغيرة والتي من أهمها وادي النخل ووادي عنقود ووادي السلم وهذه الثلاثة تجتمع في وادي الباطن ، ووادي السمرية بشعابه الثلاث ، ووادي الجزر وأودية أخرى صغيرة ، وتلتقي هذه الأودية في طرف المدينة من جهة الشرق- وقد سكن بنو العنبر في ثلاثة مواقع قريبة من بعضها البعض يعيدون فيه بناء قريتهم بعد أن يمضي عليها الزمن ، وكان آخر المواقع التي سكنوها هي القرية الموجودة آثارها حتى الآن في شرق المدينة والتي تعرف بالحويطة السفلى .

وبعد مجيء بني العنبر بما يقارب القرنين أو أكثر نزح إلى جلاجل من وادي الدواسر أسرة آل نصار وأسرة آل عامر -ولا يدرى بالتحديد أيهما كان أول - . فالنصار سكنوا موقع يسمى العميري ومسيلهم وادي الجزر ووادي المعاوية وهما من أفرع وادي أبا المياه ، وقد انحدر من النصار أسر منهم أسرة السعيد ، وأسرة المكينـزي ، وأسرة النصار ، وأسر أخرى متفرقة ، وآل نصار هم من بني زايد من فخذ المساعرة من قبيلة الدواسر المشهورة والتي تنحدر من قبيلة الأزد .

وأما آل عامر فقد سكنوا مكاناً يسمى البليدة ومسيلهم وادي السمرية من فروع وادي أبا المياه ، وانحدر من آل عامر أسر كثيرة منها السويد –وهم أمراء المدينة في عهد الدولة السعودية الثالثة- وأسرة العامر وأسر أخرى تفرعت من هاتين الأسرتين كالتركي والشهيل والمحارب وغيرهم ، وآل عامر هم من فخذ البدارين من قبيلة الدواسر الشهيرة .

ومع مرور الزمن تقاربت منازل هذه الأسر الثلاث نتيجة الحروب الخارجية والخوف في الزمن القديم ، وموقع اجتماعهم هو الديرة القديمة لجلاجل ، الموجودة آثارها إلى يومنا هذا والتي يقسمها مدخل المدينة القديم من جهة طريق الرياض القصيم القديم إلى نصفين .