الشيخ / محمد بن منصور بن محمد آل خميس
( 1258هجرية – 1351هجرية )

هو الشيخ الفاضل الورع محمد بن منصور بن محمد بن منصور بن محمد بن عبدالله بن منصور بن ابرهيم بن سليمان بن حماد بن عامر آل خميس البد راني الدوسري ، من آل خميس بن عامر بن زياد بن بدران ، ولد في سنة 1258 هجرية تقريبا في بلده وبلد أجداده جلاجل ، نشأ في كنف والده، فقد كان والده من طلبة العلم ، ومن كتاب الوثائق في وقته وذو خط جميل ، وخلف بعده مكتبة كبيرة آلت بعضها فيما بعد إلى ابنه المترجم له ،وأمه المرأة الصا لحة ابنة عم أبيه نورة بنت عبدالله بن منصور، فتأثر بتلك البيئة فنشأ نشأة صالحة ، فحفظ القرآن الكريم في صغره ، وتعلم مبادئ العلم على يد والده ،ثم على قراء بلده ، ثم لم يلبث وقبل أن يشب ويستوي عوده حتى توفي والده-رحمه الله- سنة 1273هجري وهو لم يتجاوزا لخامسة عشر من عمره، فوقع العبء على كاهله ،وتحمل مسؤولية إعالة أسرته والدته وأخوه عبد الله وأخته ، وهو في مقتبل حياته ،فصرفته عن التزود من طلب العلم على يد كبار العلماء في ذلك الوقت ، ومع ذلك فقد استفاد من تلك الكتب التي خلفها والده ،فكونت شخصيته العلمية وأثرت في مسيرته، فكان إماما لأكثر مساجد جلاجل بدءا من مسجد سلمى بنت ابرهيم المعروف الآن بمسجد ( عيسى بن عبيد) حيث مكث يصلي فيه مدة من الزمن فتركه لسويد بن على ، ثم انتقل إلى مسجد باب البر ومكث به مدة من الزمن، ثم بعد ذلك انتقل إلى مسجد الحد راني في أخر حياته بعد أن كبرت سنه لأنه أقرب إلى بيته إلى أن أقعد، حيث لم يعد يستطع الصلاة في المسجد و أصبح يصلي في بيته وجعل مكانه في مسجد باب البر عبد الرحمن بن حماد بن ربيعة , وكان محمد بن منصور –رحمه الله – مشهورا بالأمانة والورع والدين والتعفف, فكان موضع الثقة لدى أهل جلاجل، فكانوا يضعون ودائعهم وأموالهم وغير ذلك عنده لحفظها ، وكان يضرب به المثل في ذلك فيقولون المقولة المشهورة عندهم : (محمد المنصور والعاقل الله)، وقد جعل الله له قبولا بين أهل بلده، حتى أنه كما نقل عنه أن مسجده والسكك التي بقربه كانت تمتلئ بالناس إذا بدأ يحدثهم ويعضهم بعد صلاة العصر .
وكان- رحمه الله- من الذين أوكل لهم مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلده جلاجل، والذين كانوا يعرفون في السابق باسم (النواب) هو وجماعة معه ، بأمر من الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي -رحمه الله - أواخر القرن الثالث عشر هجري كما ورد ذلك في إحدى الوثائق، وكان في أخر أيامه لسانه لاهجا بذكر الله، لايفتر عن التسبيح والتهليل والتكبير ,وفي شهر رمضان المبارك من سنة 1351تقريبا زاد عليه المرض حتى وافته المنية-رحمه الله- في ليلة الجمعة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك بعد أن جاوز التسعين من عمره . وقد صلى عليه- رحمه الله –جمعا غفيرا من أهل جلاجل يتقدمهم أمير جلاجل في ذلك الوقت .

أعـد هذه النبذة :
أبو عبد الملك / سليمان بن منصور بن محمد الخميس