هو الشيخ العالم القاضي إبراهيم بن محمد بن فايز الفايز

موله ونشأته .. ولد الشيخ إبراهيم في مدينة جلاجل عام 1301هـ ، وفقد بصره صغيراً قبل بلوغه الخامسة عشر من عمره لإصابته ببعض الأرماد التي كانت شائعة في ذلك العصر .

طلبه للعلم ..

بدأ في طلب العلم صغيراً وحفظ القرآن الكريم في باكورة شبابه ، درس على علماء نجد ومنهم الشيخ حسن بن حسين والشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ ، وارتحل إلى القصيم طلباً للعلم فدرس عند الشيخ عمر بن سليم في بريده .

أعماله ..

بعد عودته من بريده تولى رئاسة لجنة مراقبة مسجد موسى ، كما عين إماماً لهذا المسجد يجلس فيه لطلاب العلم بعد الفجر وبعد العصر . ودرس عليه في هذا المسجد عدد من أبناء جلاجل والروضة ومنهم الشيخ محمد بن سليمان العبدالكريم ، وقد كان الشيخ إبراهيم نابغة في علم الفرائض والفقه والحديث ، وكان رحمه الله يخطب الناس في جامع جلاجل أحياناً .

وفي عام 1360هـ كلفه الملك عبدالعزيز بعد مشورة من الشيخ عبدالله بن جبريل بقضاء الأرطاوية ، وفي الأرطاوية جلس لطلاب العلم ، واستمر في القضاء وحلق العلم حتى توفاه الله في منتصف عام 1364هـ .

صفاته ..

كان الشيخ إبراهيم رحمه الله كثير الاعتماد على نفسه بعد الله ، وفي سبيل طلب الرزق ارتحل إلى المنطقة الشرقية وفتح محلاً تجارياً بسيطاً في مدينة عينين ( الجبيل حالياً ) وكان ذلك في عام 1341هـ ، وبعد سنتين قفل راجعاً إلى جلاجل وفي طريق عودته سقطت به ناقته في بئر فأنجاه الله من هذه الحادثة غير أنه فقد راحلته ،

وكان رحمه الله يتصف بالقوة في الحق لا يخاف فيه لومة لائم ، ومما يذكر عن قوته في الحق أن الشيخ عبدالله العنقري كلفه بتأديب بعض الشباب في إحدى القرى المجاورة لجلاجل وكان من بينهم ابن لأحد الأعيان فطلب منه أهل القرية أن يبدأ بغير هذا الشاب ويؤجل تأديبه إلى وقت لاحق فأصر الشيخ إبراهيم رحمه الله على أن يبدأ به أولاً وإذا لم ينفذ طلبه فسوف يعود دون أن يؤدب أحد ، فرضخ الجميع لطلبه .

وكان رحمه الله يتصف بالقوة والحدة كما وصفه بعض طلابه بالفقير الصبور العفيف . وكان رحمه الله مهاباً محترماً عند العامة والخاصة ويستشيره كثير من الناس ولا يبدي سراً لمشورة أحد .

وكان رحمه الله يحتاط في الفتيا وإذا سئل والشيخ عبدالله العنقري في جلاجل قال ( أيفتى ومالك في المدينة ) يعني الشيخ العنقري .

وكامن رحمه الله في العشر الأواخر من رمضان يقرأ في الركعة الأولى بأربعة أجزاء ويختم كل ليلتين

وكان كريماً يبذل المال بسخاء وينفق مرتبه على بيته ومن حوله من الفقراء ولا يدخر منه شيئاً .

ومن صفاته الخلقية ..

كان رحمه الله طويل القامة ممتلئ الجسم ، يميل إلى السمرة كثيف الشعر ، يغلب عليه طابع الصمت قوي الشخصية جهوري الصوت .

أولاده ..

للشيخ إبراهيم ولدان هما عبدالله وعبدالعزيز وله عدد من البنات .

 

استقيت هذه السيرة من كتاب جلاجل للدكتور إبراهيم بن سليمان الأحيدب ، ومن ورقة مصور ة من مطبوعة تحت موضوع بعنوان ( من أعلام المكفوفين ، الشيخ الصبور العفيف إبراهيم الفايز ) ولم نتعرف على اسم المطبوعة أو الكاتب .