الجزيرة - السبت 1 ,شعبان 1421 - العدد:10257 أبكيكِ دوماً جدّتي ماتت أم المساكين، ماتت كافلة الأرامل، ماتت مربية الأيتام،
ماتت تلك التي طالما كفكفت دموع أرملة اشتعل رأسها شيبا وتقطعت أحشاؤها حزنا
ولهفاً ، ويتيماً قد افترش الهم، وتوسد الغم، والتحف الحزن، ماتت تلك التي طالما
أرضعت أطفالا كثر، لظروفهم المختلفة، وشعارها (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم
جزاءً ولا شكورا) (9 الإنسان)، وممن أرضعت رحمها الله والدتي حفظها الله، وذلك
قرابة شهرين متتابعين، فكانت لها نعم الأم، بل إلى ان
توفيت وهي تهش وتبش لوالدتي، وكل من له صلة بها، وكأنها
ابنتها التي ولدتها، لا ابنتها التي أرضعتها، إنها غيث ورحمة لكل من شملته
برعايتها، وفيها يصدق سقاك الغيثُ إنك كنت غيثاً ويسراً
حين يُلتمسُ اليسارُ
علوٌ في الحياة وفي
الممات لحق
تلك إحدى المعجزاتِ
ما كنت أحسب قبل دفنك
في الثرى
أن الكواكب في التراب تمورُ
أبكيك حتى نلتقي في جنةٍ برياض
الخلدِ زينتها الحورُ
عليكِ تحيةٌ من الرحمن تترى
برحماتٍ غوادٍ رائحاتِ
أحمد بن محمد الجردان جلاجل |